بعد أن كبر سيدنا موسى عليه السلامداخل قصر فرعون، وأصبح شابًا قويًّا وذو شأن، أوحى الله إليه أن يكون نبيًا ورسولًا، يدعو فرعون وقومه إلى عبادة الله وحده، ويدافع عن المظلومين من بني إسرائيل.
لكن حدث أمر غيّر مجرى حياته، فذات يوم، كان يمشي موسى عليه السلام في المدينة، فوجد رجلين يتشاجران:
أحدهما من بني إسرائيل، والآخر من قوم فرعون، فطلب الرجل الضعيف من موسى عليه السلام أن يساعده، فضرب موسى الرجل الظالم ضربة واحدة، فأرداه قتيلاً دون قصد لأنه كان قويّ البنية جدّا ! فشعر موسى بالحزن والخوف من الله عزوجلّ، وطلب من الله المغفرة.
وبعد أن انتشر الخبر، بدأ فرعون وجنوده يبحثون عنه ليعاقبوه، فجاء رجل صالح ونصحه بالهرب فورًا، فخرج موسى من مصر خائفًا، واتجه إلى أرض مدين البعيدة.
وفي طريقه الشّاق، وصل موسى عليه السلام إلى بئر ماء في مدين، وهناك وجد فتاتين تقفان بعيدًا عن الزحام، تنتظران أن يهدأ الناس لتسقيا غنمهما،فسألهما عن السبب، فأخبرتاه أن أباهما شيخ كبير، ولا يستطيع القيام بهذا العمل، ولا تحبان الزحام أو مزاحمة الرجال، وعندها، تقدم موسى وسقى لهما الغنم، ثم جلس تحت شجرة، وتوجّه إلى الله بالدعاء، يطلب منه الرزق والمساعدة.
رجعت الفتاتان إلى أبيهما بسرعة، وأخبرتاه بما فعله موسى عليه السلام، وبأنه رجل قوي وأمين،فأرسل الأب إحدى ابنتيه لتدعوه إلى البيت، جاءت الفتاة بكل حياء، ودعته لمقابلة والدها، وعندما ذهب موسى وشرح له قصته، قال له الرجل الصالح:
لا تخف، أنت الآن في أمان.
ثم طلبت إحدى الفتاتين من أبيها أن يستأجر موسى ليساعدهم، لأنه قوي وأمين، فوافق وعرض على موسى عليه السلام أن يتزوج إحدى ابنتيه، مقابل أن يعمل عنده ثماني سنوات، أو عشر سنوات إن أراد ذلك، فوافق على هذا العرض الطيب، وتزوّج الفتاة، وعاش في مدين فترة من الزمن، عمل خلالها بجد وأمانة.
وبعد أن أنهى موسى عليه السلام المدة، قرر العودة إلى مصر مع زوجته، فماذا حدث له في طريق العودة؟
هذا ما سنكتشفه في الجزء القادم من قصة سيدنا موسى عليه السلام!