قصة سيدنا موسى عليه السلام والنار المضيئة في الوادي المقدّس

 كان سيدنا موسى عليه السلام يسير مع أسرته الصغيرة، وذلك بعد أن أتمّ السنين التي عمل بها عند والد زوجته، في ليلة باردة من ليالي سيناء، الجو كان قاسيًا والريح شديدة، وفجأة رأى نورًا ساطعًا يخرج  من أحد الجبال!

 

اقترب موسى عليه السلام  من أسرته  وقال:

انتظروا هنا، سأذهب لأحضر شعلة نار نتدفأ بها، أو أجد من يرشدنا في هذا الظلام.

 

وعندما اقترب من الجبل، رأى شجرة غريبة تشتعل بالنار، لكن أوراقها لا تحترق!

كانت النار تخرج منها من كل الجهات، وكان المنظر مهيبًا وعجيبًا. وفجأة، جاء الصوت العظيم، حين سمع موسى عليه السلام الله سبحانه وتعالى يناديه:

 

إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى

يا لها من لحظة عظيمة سمع فيها موسى عليه السلام صوت الله عز وجل يكلّمه مباشرة، وكان الصوت يأتي من كل الجهات! وهذا شرف لم ينله أي إنسان قبله سوى نبينا محمد ﷺ، الذي كلّمه ليلة المعراج من وراء حجاب.

 

بعد أن كلّم الله سبحانه وتعالى نبيه موسى عليه السلام في الوادي المقدس، أمره أن يذهب ليواجه فرعون بالحقّ  لأنّه طغى، فطلب موسى عليه السلام من الله أن يرافقه أخيه هارون  ليدعوا فرعون إلى عبادة الله وحده، ويطلبا منه أن يترك بني إسرائيل أحرارًا.

 

لكن الله أوصى موسى وهارون أن يتحدثا مع فرعون بكلام طيب ولين، فقد يلين قلبه ويتذكّر، وقبل ذهابه، دعا موسى عليه السلام ربه دعاءً جميلًا:


‏﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي۞وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي۞ ‏وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي ۞ يَفْقَهُوا قَوْلِي ﴾.


أي أنّه طلب من الله أن يُطمئن قلبه، ويجعله يتحدث بسهولة وفهم، ليصل كلامه إلى الناس، ولذلك فان قصة سيدنا موسى عليه السلام، تعلّمنا دروسًا عظيمة، وأن الله قريبٌ ممّن يطلبه.

Relatetd Post

Leave A Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *