أنشطة منزلية تنمّي الإبداع لدى الأطفال من سن 4 إلى 8 سنوات
يعتبر البيت هو أول مدرسة للإبداع لدى الطفل الصغير في عصر تتزايد فيه التحديات الرقمية، وتُهدد فيه الشاشات وقت اللعب الطبيعي والتعبير الفني لدى الأطفال، ليبقى البيت المكان الأول الذي يمكن أن يحتضن طاقات الصغار، ويطلق العنان لمخيلتهم، خاصة في أيام العطلة الصيفية، ونحن نعلم أنه لا يمكن لجميع الأُسر أن تخرج في عطلة سياحية بسبب الأوضاع المعيشية، ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن أن يعيش جو العطلة مع عائلته.
فالأطفال ما بين 4 و8 سنوات يعيشون فترة ذهبية من النمو الذهني والعاطفي، تتطلب تحفيزًا متنوعًا وإشراكًا في أنشطة تُنمّي مهاراتهم الإبداعية، وفي هذا السياق، يقدم خبراء التربية والطفولة توصيات بضرورة استثمار وقت الأطفال داخل المنزل في أنشطة تنمّي الخيال، وتُشجع على التفكير الحر، خاصةً في ظل العطلة الصيفية أو أيام البقاء الطويلة في البيت.
1. الأشغال اليدوية:
فهي من أبسط الأنشطة التي تُحفّز الإبداع مثل: التلوين، القصّ واللصق، صناعة الأشكال من الورق أو الكرتون، حيث يمكن مثلاً للأطفال صُنع شخصيات كرتونية من لفائف المناديل الورقية، أو تزيين بطاقات المعايدة بأفكارهم الخاصة، فهذه الأنشطة تُعزّز التنسيق بين اليد والعين، وتُعطي للطفل مساحة للتعبير الفني.
2. مسرح الدمى:
حيث يمكن للأمّ إنشاء مسرح منزلي بسيط باستخدام الدمى أو حتى الجوارب المحشوة، يتيح للطفل فرصة بناء قصة، وتقليد الشخصيات، والتفاعل مع الأفكار، فهذا النوع من اللعب التخيلي يعزّز اللغة، ويطوّر التفكير المنطقي والقدرة على التعبير.
3.الطهي البسيط مع الأطفال
إشراك الطفل في إعداد وصفات سهلة، مثل تحضير بيتزا صغيرة أو تزيين الكب كيك/ المادلين / حلوى الطابع، يُعدّ نشاطًا يجمع بين المتعة والتعلم، فهو لا يعزّز فقط مهارات التنظيم، بل يُشعر الطفل بالمسؤولية والإنجاز.
4. الرسم الحر وصناعة القصص المصورة
يمكن للوالدين توفير دفتر للرسم الحر، أو تشجيع الطفل على رسم قصة من تأليفه وتحويلها إلى كتيّب صغير، يُعدّ طريقة فعالة لتفجير طاقاته الفنية واللغوية في آن واحد.
5. صندوق “ماذا لو؟”
هو صندوق يحتوي على مجموعة بطاقات بأسئلة تحفّز الخيال، مثل: “ماذا لو كنت قبطان سفينة؟” أو “ماذا لو كان لك جناحان؟”، والهدف منها هو دفع الطفل للتفكير، والاختراع، وربما الرسم أو تمثيل القصة.
الاستثمار في الإبداع هو استثمار في المستقبل
إنّ الأنشطة الإبداعية لا تتطلّب أدوات باهظة أو مساحات كبيرة، فالعطلة ليست للأثرياء فقط، والثراء الحقيقي يكمن فيما كسبته دهرا “عائلتك”، يكفي القليل من الوقت، والمشاركة، والتشجيع، فحين يشعر الطفل بأن أفكاره مسموعة وأن محاولاته مقدّرة، ينمو بداخله حب الاكتشاف والتجريب، وهما مفتاحا الإبداع في أي مجال كان، لتبقى مسؤولية الأهل في توفير بيئة محفّزة وممتعة، بعيدًا عن التلقين والرتابة، عاملاً حاسمًا في بناء جيل مفكّر، مبدع، وواثق من نفسه.