كانت الجزائر في قديم الزمان، وقبل أكثر من مئة عام، جميلة مثل اليوم، فيها جبال وصحراء وبحر، وفيها أطفال مثلكم يذهبون إلى المدارس ويلعبون في الأحياء، إلى أن أتى يوم 5 جويلية سنة 1830، جاء فيه أناس غرباء من بلد اسمه فرنسا، ونزلوا في سواحل الجزائر بأسطول من السفن الكبيرة، جاؤوا على نية أن ينهبوا الأرض ويأخذوا خيراتها!
فبدأت السنوات الصعبة على الشعب الجزائري، أصبحوا فيه يعيشون تحت أوامر المستعمر، لا يملكون قرارهم، ولا يدرسون بلغتهم، ولا يرفعون علم بلادهم، ولكن الشعب الجزائري معروف بأنه شعب مقاوم حرّ، تمرّد على القيود والظّلم، ورفض أن يعيش عبدا.
ليظهر أبطال شجعان مثل الأمير عبد القادر، الشيخ بوعمامة، فاطمة نسومر، وغيرهم الكثير، حاربوا الظلم بشجاعة، وحاولوا بكل الطرق أن يسترجعوا الحرية، ولكن الاحتلال الفرنسي كان لعوبا واستمر طويلًا،حتى وصلنا إلى سنة 1954، وهنا بدأت الثورة الكبرى التي من صلبها أتى إستقلال الجزائر الفعليّ.
ففي1 نوفمبر 1954، قرّر أبطال جيش التحرير الوطني، أن يبدأوا كفاحًا مسلحًا من أجل تحرير الجزائر، وكانوا قلّة، بأسلحة بسيطة، ولكنهم كانوا يملكون سلاحًا أقوى من كل شيء، وهو الإيمان بالحرية!
وكان الشّعب كله معهم، من النساء اللاتي يطبخن الطعام للمجاهدين، الأطفال الذين يحملون الرسائل، والفلاحون الذين يخفون المقاومين في الجبال، ولمدة 7 سنوات ونصف، قاوم الشعب بكل ما يملك، فقدنا خلالها أرواحًا كثيرة من الرجال والنساء والأطفال، أكثر من مليون ونصف مليون شهيد، لكن لم تنطفئ شعلة الثورة أبدًا.
الى أن اتى اليوم الموعود بفضل دماء شهدائنا الأبرار، مجاهدينا الأبطال، وحنكتهم السياسية، استيقظت الجزائر في صباح الخميس 5 جويلية 1962،على صوت لم تسمعه منذ 132 سنة.. صوت الاستقلال.
امتلأت الشوارع بالفرح والزغاريد، ورفع الأطفال أعلام الجزائر، مع هتافات الشعب الجزائري: