موسى وهارون عليهما السلام أمام فرعون: قصة الحجج والمعجزات

ذهب النبي موسى عليه السلام مع أخيه هارون، لزيارة فرعون ملك مصر، ليبلغه رسالة الله ويدعوه إلى التوبة والإيمان، بعد أن أصبح كليم الله، وقالا لفرعون بلطف:

نحن رسولا رب العالمين.

لكن فرعون استكبر وقال:

أنا ربكم الأعلى!

 

ورفض الاستماع إليهما وهدّدهما بقوّته، حينها أظهر له موسى عليه السلام بعض المعجزات التي أعطاها الله له، فمد يده فظهرت بيضاء لامعة، وألقى عصاه فتحولت إلى ثعبان كبير يتحرك أمام الجميع! ولكن فرعون لم يصدق، وقال إن ما يفعله موسى هو سحر، فجمع سحرة مملكته ليواجهوا موسى في مسابقة أمام الناس.

 

وفي يوم المواجهة، ألقى السّحرة عصيهم وحبالهم، فتخيل الناس أنها تتحرك وتتحول إلى ثعابين، وخاف موسى عليه السلام قليلاً، لكن الله طمأنه وقال له:

وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ

فألقى موسى عليه السلام عصاه، التي تحولت إلى ثعبان ضخم ابتلع كل تعاويذ السحرة، حينها آمن السحرة بالله سبحانه وتعالى ورسالة موسى وهارون عليهما السلام، وركعوا ساجدين، بينما غضب فرعون وحاول أن يعذّبهم، لكنه لم يستطع إيقاف إيمانهم.

 

بعد ذلك، أمر الله موسى أن يقود بني إسرائيل للخروج من مصر، لكن فرعون و جنوده تبعوهم بجيش كبير، وصل موسى وأصحابه إلى البحر، وكانوا في خطر، فقال الله لموسى:

﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ ﴾،

فانشقّ البحر وأصبح كالجبل، وعبر موسى عليه السلام وقومه بأمان، وعندما حاول فرعون وجنوده اللحاق بهم، أغلق الله البحر عليهم وغرقوا جميعًا، وهكذا نجى المؤمنون، وانتصرت كلمة الحق بإذن الله تعالى.

 

وقد روى معاوية بن أبي سفيان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

إن هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء صام ومن شاء فليفطر. متفق عليه.

 

وصيامه صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء هو لسبب أن موسى عليه الصلاة والسلام كان يصومه، وأنه اليوم الذي نجاه الله فيه من فرعون، روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: 

قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: يوم صالح نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه. متفق عليه.

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:

كان يوم عاشوراء تعظمه اليهود وتتخذه عيداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صوموه أنتممتفق عليه.

Relatetd Post

Leave A Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *