- البريد الالكترونـي contact@4kids-tv.com
- الهــــاتف 23224919 (0) 213+

فمن الطبيعي أن تبعث العلامات الجيدة شعوراً بالفخر، والمسارعة إلى الثناء على الطفل في هذه الحالة تصرف إيجابي يعزز ثقته بنفسه ويدفعه لمواصلة التفوق. لكن التحدي الأكبر يكمن في حال جاءت النتائج دون التطلعات؛ هنا تبرز أهمية التحلي بالهدوء. إن الصراخ أو الإهانة لا يصنعان تلميذاً متفوقاً، بل على العكس، فإن الطفل الذي يواجه القسوة يشعر بالعجز، وقد يتسلل إليه قناعة مدمرة بأنه غير قادر على التحسن مهما بذل من جهد.
فالتعامل التربوي السليم بفتح قنوات الحوار. اجلس مع ابنك، واستمع إليه بإنصات دون مقاطعة أو إطلاق أحكام مسبقة، واسأله عما وجده صعباً. عندما تظهر له أنك تقف في صفه، وأن ضعف النتائج ليس نهاية الطريق بل هو فرصة للتصحيح والمرافقة، فإنك تمنحه شعوراً بالأمان يجعله أكثر استعداداً لبذل مجهود مضاعف. لقد أثبتت التجارب أن التشجيع هو المحرك الفعلي للنجاح، فكثير من التلاميذ ارتقى مستواهم بفضل شخص آمن بقدراتهم وقدر محاولاتهم الصغيرة قبل الكبيرة.
في المقابل، تؤدي ردود الفعل العنيفة إلى عواقب وخيمة؛ فالخوف والضغط النفسي قد يفقدان الطفل رغبته في التعلم تماماً، وقد يصل الأمر في حالات مؤسفة إلى الانطواء أو الهروب من الواقع. لذا، ينصح المختصون باستبدال العقاب بما يسمى “قانون التعزيز”. هذا الأسلوب يقوم على مكافأة الجهد المبذول وليس النتيجة النهائية فقط، سواء كان ذلك بكلمة طيبة، تشجيع معنوي، أو هدية رمزية. فالطفل لا ينظر إلى قيمة المكافأة المادية بقدر ما يشعر بأن تعبه كان محل تقدير واهتمام.
ختاماً، تذكر دائماً أن ابنك لا يحتاج إلى يد قاسية بقدر حاجته إلى قلب متفهم وعقل يساند. إن طريقتك في قراءة كشف النقاط قد تكون هي الفارق الجوهري في مستقبله الدراسي والمهني. فاجعل من هذه اللحظة فرصة للتقويم والتحفيز، وكن أنت الداعم الأول له، ليعلم أن الفشل مجرد محطة عابرة، وأن النجاح رحلة مستمرة تبدأ من إيمانك به.