لعبة روبلكس لدى الأطفال: عالم افتراضي ممتع أم تهديد خفي؟

أصبحت لعبة “روبلكس” (Roblox) في السنوات الأخيرة، من أكثر الألعاب شهرة وانتشارًا بين الأطفال والمراهقين عبر العالم، بما في ذلك في المجتمعات العربية، أين تقدّم اللعبة بيئة افتراضية مفتوحة تتيح للمستخدمين تصميم ألعابهم الخاصة، أو اللعب في عوالم أنشأها آخرون، وهذا ما جعلها تُعرف باسم “منصة الألعاب داخل لعبة”، ولكن وراء هذه الواجهة المسلية، يطرح كثير من الأولياء تساؤلًا مشروعًا:

هل روبلكس آمنة فعلاً لأطفالنا؟ أم أنّها تحمل مخاطر خفية؟

  • ما هي لعبة روبلكس؟

روبلكس ليست مجرد لعبة، بل هي منصة إلكترونية تفاعلية تتيح للمستخدمين إنشاء ألعاب، التفاعل مع الآخرين، وتبادل الخبرات، حيث تُستعمل بشكل واسع من قبل فئة عمرية تتراوح ما بين 7 و17 سنة، وتتميّز بمرونة كبيرة تسمح بابتكار ألعاب بسيطة أو معقّدة باستخدام أدوات برمجة مدمجة.

ولكن رغم أنّ روبلكس تُشجّع على الإبداع، التعاون، وتعلّم مبادئ البرمجة، إلّا أنّ استعمالها دون رقابة يمكن أن يُعرّض الطفل لبعض المخاطر، أهمها:

  • الدردشة المفتوحة: تتيح المنصة التفاعل المباشر بين المستخدمين، وهو ما قد يُعرّض الأطفال لمحتوى غير لائق، أو لمحاولات تواصل من غرباء بنوايا سيئة.

  • محتوى غير مراقب دائمًا: بعض الألعاب التي ينشئها المستخدمون قد تتضمن مشاهد عنف أو أفكارًا لا تتناسب مع أعمار الأطفال.

  • نظام الشراء داخل اللعبة (Robux): يُغري الأطفال بإنفاق أموال حقيقية لشراء ميزات افتراضية، ما قد يخلق مشاكل مالية وسلوكية لدى البعض.

 

ولكن المنصة توفر أدوات تحكم أبوية (Parental Controls)، تمكّن الأولياء من تحديد من يمكنه التواصل مع أبنائهم، وتصفية المحتوى، ومراقبة الأنشطة، لكنها تحتاج إلى ضبط وتفعيل يدوي من قبل الوالدين.

 

كيف يتم تفعيل ذلك ليكون استخدامًا آمنًا؟

  1. تفعيل الرقابة الأبوية داخل التطبيق.

  2. مناقشة اللعبة مع الطفل وفهم طبيعة تفاعلاته داخلها.

  3. تحديد وقت استخدام معتدل وتوعوي.

  4. منع استخدام البيانات الشخصية أو التواصل مع الغرباء.

  5. مراجعة قائمة الألعاب التي يلعبها الطفل باستمرار.

وفي الأخير يجب الاشارة، الى أنّ لعبة روبلكس يمكنها أن تكون منصة تعليمية ممتعة تنمّي الإبداع والتفكير المنطقي، لكن تبقى المسؤولية على الأولياء في تأطير هذا الاستخدام، وحمايته من الانزلاق إلى مناطق غير آمنة، فالأمر لا يتعلق بمنع اللعبة، بل بوعي ومرافقة رقمية حقيقية لجيل ينشأ في بيئة افتراضية متسارعة لا تعرف حدودًا.

Relatetd Post

Leave A Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *