في صباح جميل، اجتمعت حيوانات الغابة بساحة كبيرة للّعب، وبينما كانوا يتحدثون، بدأ الأرنب يقفز هنا وهناك بسرعة كبيرة وهو يقول:
من منكم يستطيع أن يسبقني؟ أنا أسرع حيوان في الغابة!
ضحكت بعض الحيوانات، أما السلحفاة الهادئة فابتسمت وقالت بصوت خفيف:
السرعة وحدها لا تكفي يا صديقي الأرنب.
غضب الأرنب وقال باستهزاء:
هل تقصدين أنكِ يمكن أن تسبقيني؟
فأجابته السلحفاة بثقة:
نعم، فلنجرب السباق، وسنرى من يصل أولاً.
وافقت الحيوانات أن تكون هي الحكم، وحددوا خط البداية والنهاية، بدأ السباق، فانطلق الأرنب بسرعة هائلة حتى اختفى عن الأنظار، بينما بدأت السلحفاة تمشي بخطوات صغيرة، ثابتة وبطيئة، وبعد أن قطع الأرنب مسافة طويلة، شعر بالتعب، والغرور في نفس الوقت، فقال في نفسه:
السلحفاة بطيئة جدًا، سأرتاح قليلًا تحت هذه الشجرة ثم أكمل السباق.
غرق الأرنب في نوم عميق، بينما استمرّت السلحفاة تمشي بلا توقف، لا تنظر خلفها ولا إلى الأرنب النائم. وعندما استيقظ الأرنب، وجد أن السلحفاة اقتربت من خط النهاية. ركض بكل قوته، لكن الوقت كان قد فات.
وصلت السلحفاة أولاً، وصفّقت لها جميع الحيوانات، وقالت لها العصفورة:
لقد فزتِ بالحكمة والصبر، لا بالسرعة.
ابتسمت السلحفاة وقالت للأرنب:
تذكر يا صديقي، من جدّ وجد، ومن سار على الدرب وصل.
العبرة: لا تغترّ بقدراتك، فالمثابرة والعمل المستمر أهم من التسرع والغرور.