قصة سيدنا موسى عليه السلام: نبي في مواجهة الظلم

كان سيدنا موسى عليه السلام من بني إسرائيل، وهم أحفاد النبي يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وقد أرسله الله سبحانه وتعالى إلى فرعون وقومه، ليدعوهم إلى عبادة الله وحده، وليُخلّص بني إسرائيل من ظلم فرعون وجنوده، الذين كانوا يقتلون الأولاد الذكور، ويتركون الإناث على قيد الحياة.

وُلد موسى عليه السلام في وقتٍ صعب، حيث كان فرعون قد قرر قتل كل مولود ذكر من بني إسرائيل، بعدما أخبره أحد الكهنة أن ولدًا من بني إسرائيل سيأخذ ملكه في المستقبل.

وفي ليلة هادئة، وضعت أم موسى طفلها الصغير، وكانت خائفة عليه من جنود فرعون. فأوحى الله إليها أن تضعه في صندوق وتلقيه في نهر النيل، وقال لها:

 وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ [القصص: 7].

ولأنّ أمّ موسى عليه السلام كانت من المؤمنين، قامت بذلك، وأرسلت الأمّ ابنتها (أخت موسى) لتراقب الصندوق من بعيد، وأثناء جريانه في النهر، وصل الصندوق إلى قصر فرعون! وهناك، رأته زوجة فرعون، والتي كانت تحلم أن يكون له طفل صغير، فأحبّته من أوّل نظرة، وطلبت من زوجها أن يُبقيه عندهم ويُربّوه كإبن لهم.

 

لكن موسى عليه السلام وهو رضيع صغير رفض كل المرضعات، ولم يقبل أن يشرب الحليب، فاقترحت أخته التي كانت تتبع أخباره في القصر، بأن تُحضر امرأة ربما يقبلها الطفل، وجاءت بأمه، فلما بدأت ترضعه، قبِل حليبها فورًا! وهكذا أعاد الله موسى إلى أمه، كي تفرح وتطمئن، بعد أن ضاقت الدنيا بها حيث قال تعالى:

 

 فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (سورة القصص الآية 13)

 

 العبرة من القصة يا أصدقاء:

قصة ولادة سيدنا موسى تعلّمنا أن الله يعتني بعباده الصالحين ويحفظهم، حتى في أصعب الظروف، وأنّ الإيمان والثقة بالله هما أعظم سلاح في مواجهة الظلم والخوف، ومهما كان الأمر صعبا جدّا إلّا أنّه ليس مستحيل على الله سبحانه وتعالى.

Relatetd Post

Leave A Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *