في انتظار نتائج البكالوريا كيف يساعد الأولياء أبناءهم على تجاوز التوتر؟

يعيش آلاف التلاميذ عبر الوطن، ومعهم أولياؤهم، مع اقتراب موعد الإعلان عن نتائج امتحان شهادة البكالوريا المقرر ليوم 20 جويلية 2025، أيامًا مشحونة بالترقب والقلق، في أجواء نفسية متوترة تفرض على الأسر مسؤولية مضاعفة في دعم الأبناء، وتخفيف الضغط عنهم خلال هذه المرحلة الحساسة.

ورغم أن البكالوريا تمثل محطة مفصلية في حياة الطالب، إلا أن المختصين يؤكدون أن الطريقة التي يُدار بها الانتظار لا تقلّ أهمية عن النتيجة نفسها، خاصة في ما يتعلق بالتأثير النفسي على التلميذ.

حيث يرى الأخصائيون في الصحة النفسية أن الشعور بالقلق خلال فترة انتظار النتائج أمر طبيعي ومفهوم، إلا أن تضخيمه أو التعامل معه بطريقة غير سليمة قد يؤدي إلى آثار سلبية على الصحة النفسية، سواء للتلميذ أو لأفراد العائلة.

 

 كيف يمكن للأولياء دعم أبنائهم في هذه الفترة؟

في هذا السياق، ينصح الخبراء الأولياء باتباع مجموعة من السلوكيات العملية التي تساعد أبناءهم على تجاوز هذه المرحلة بأمان نفسي:

  • الاستماع دون ضغط: ترك مساحة حرة للابن/الابنة للتعبير عن مشاعره/ها دون مقاطعة أو تقليل من شأنه/ها.

  • تجنّب التوقعات العالية: الامتناع عن فرض ضغط نفسي إضافي، من خلال مقارنة الأبناء بأقرانهم، أو فرض تصوّرات مُسبقة حول النتائج.

  • تعزيز الثقة بالنفس: تذكير الأبناء بأن النتيجة لا تُعرّفهم، وأنهم بذلوا جهدًا يستحقون عليه الفخر.

  • مشاركة أنشطة ترفيهية: تشجيعهم على الخروج، ممارسة الرياضة، أو مشاهدة أفلام ممتعة لكسر دائرة التفكير المتواصل في النتيجة.

 

  • التحضير لكل الاحتمالات: الحديث مع الأبناء بهدوء عن خطط ما بعد النتائج، سواء كانت إيجابية أو دون المتوقع، بهدف بناء المرونة النفسية.

وتبقى شهادة البكالوريا في الجزائر رمزًا مهمًا للنجاح الدراسي، لكنها لا تختزل كل الطموحات ولا تحصر فرص المستقبل، فالمسار الجامعي والمهني يمكن أن يتخذ أشكالًا متنوعة، والنجاح الحقيقي يبدأ عندما يكتشف الشاب أو الشابة شغفهم، ويعملون بجد لتحقيقه.

في هذا السياق، يشدّد مختصو التربية على أن مرافقة الأولياء يجب أن تستمر بعد النتائج، لا أن تتوقف عندها، لأن تلك اللحظة لا تمثل سوى بداية طريق جديد يحتاج إلى التوجيه والثقة والدعم النفسي المستمر.

 

وفي انتظار يوم 20 جويلية، تبقى أفضل هدية يمكن أن يقدمها الأولياء لأبنائهم هي الحضور، الفهم، والدعم العاطفي، فالكلمة الطيبة، والابتسامة الصادقة، واحتضان اللحظة بتواضع وهدوء تصنع الفرق.

Relatetd Post

Leave A Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *