بعد وفاة السيدة آمنة بنت وهب، أم الرسول ﷺ، في منطقة الأبواء، بين مكة والمدينة، بعد أن قرّرت أن تزور قبر زوجها الراحل بيثرب، وبينما هي راجعة توفّيت في الطريق، فعاد به جَدُّه عبد المطلب إلى مكّة، وعاش سيّدنا محمّد يتيمًا، وهو في عمرٍ صغير.
وكان عبد المطلب شيخ قريش، عظيم القدر، لكنه كان عطوفًا جدًا على حفيده، حيث يُروى أنّه كان يجلس على فراش خاصّ بجوار الكعبةّ لا يجرؤ أحد من أبنائه أن يجلس عليه هيبةً له، لكنّ الطفل محمد ﷺ كان يأتي ويجلس عليه، فيحاول أعمامه إبعاده، فيقول لهم عبد المطلب:
دعوا ابني، فوالله إن له لشأنًا
وكان يُقرّبه إليه، ويجلسه بجانبه، ويحنو عليه حنان الأب، بل أكثر.
وقد ظلّ الرسول ﷺفي كنف جدّه سنتين فقط، حتى توفي عبد المطلب وعمر النبي ﷺ ثمان سنوات، لينتقل بعدها إلى كفالة عمّه أبي طالب،
هذه المرحلة من حياته ﷺ تظهر لنا عناية الله به منذ صغره، وكيف أُحيط بالرحمة رغم يتمه المبكر.