- البريد الالكترونـي contact@4kids-tv.com
- الهــــاتف 23224919 (0) 213+

بحيث أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة واشنطن نتائج لافتة تشير إلى أن الرضع الذين ينشؤون في بيئات ثنائية اللغة يُطورون مهارات إدراكية ومعرفية أساسية، مثل اتخاذ القرارات وحل المشكلات، حتى قبل أن يتمكنوا من التحدث. فقد اختبرت الدراسة 16 رضيعاً، نصفهم من عائلات أحادية اللغة (إنجليزية فقط)، والنصف الآخر من عائلات ثنائية اللغة (إنجليزية وإسبانية). وباستخدام تقنية تخطيط الدماغ المغناطيسي (MEG)، التي تقيس نشاط الدماغ استجابة للأصوات، لاحظ الباحثون أن الرضع ذوي العائلات ثنائية اللغة أظهروا نشاطاً كبيراً في قشرة الفص الجبهي والقشرة الجبهية الحجاجية. هاتان المنطقتان هما المسؤولتان عن الوظائف التنفيذية في الدماغ.
في هذا الصدد، قالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، نجا فيرجان راميريز: “تُشير نتائجنا إلى أن الرضع الذين ينشؤون في عائلات ثنائية اللغة، يتمرنون على مهمات متعلقة بالوظائف التنفيذية، حتى قبل أن يبدؤوا الكلام”. وأضافت أن هؤلاء الأطفال “يظلون أكثر انفتاحاً لأصوات اللغات الجديدة من نظرائهم أحاديي اللغة”.
فالتحدث بأكثر من لغة لا يعود بالنفع على الأطفال فحسب، بل يمتد تأثيره الإيجابي على البالغين أيضاً. فقد أثبتت دراسات متعددة، كالدراسة التي أُجريت في المركز الوطني لمعلومات التقنية الحيوية، أن البالغين ثنائيي اللغة يتمتعون بوظائف تنفيذية دماغية أفضل مقارنة بالذين يتحدثون بلغة واحدة. هذا يعني أن البالغين ثنائيي اللغة يملكون قدرة أعلى على:
-تبديل التركيز بين المهمات المتعددة.
-استرجاع الذكريات بكفاءة.
-إظهار مهارات أعلى في حل المشكلات والتخطيط.
وتنعكس هذه المهارات بوضوح على الأطفال ثنائيي اللغة كذلك، حيث تُعد هذه الوظائف التنفيذية أساسية للنجاح الأكاديمي، والذي بدوره مؤشر هام للسعادة طويلة المدى. ليس هذا فحسب، بل إن تعلم لغة ثانية يمكن أن يساعد في الوقاية من أمراض تلف الدماغ أو تأخير ظهورها عند كبار السن، مثل الخرف أو الزهايمر.
بشكل حاسم، تؤكد الأبحاث أنه لا توجد جوانب سلبية لكون الطفل ثنائي اللغة. بل على العكس، كلما بدأ الطفل بتعلم لغة جديدة في وقت مبكر كان ذلك أفضل. وتُشدد الباحثة راميريز: “تؤكد نتائجنا على فكرة أن الوقت المثالي للبدء في ذلك هو مرحلة الطفولة المبكرة”.
فيمكن للأهل البدء في تنشئة طفل ثنائي اللغة حتى لو لم يكونوا هم كذلك:
1-طريقة “لغة واحدة لكل والد”: إذا كنت تتحدث أنت أو أحد أفراد العائلة بلغتين، يمكن تخصيص لغة لكل والد يتحدث بها باستمرار مع الطفل (مثلاً الأب بالعربية والأم بالإنجليزية). هذا يساعد الطفل على التمييز بين اللغتين بوضوح.
2-استخدام السياق اليومي: إذا كنت أحادي اللغة، يمكنك الإشارة إلى الأطعمة الأجنبية، أو مشاهدة برامج تلفزيونية بلغة مختلفة، أو حتى الاستماع إلى الأغاني الأجنبية. طالما أن الطفل يسمع باستمرار كلمات من لغة أجنبية في سياق واحد، فسوف يستفيد.
3-التفاعل مع الناطقين الأصليين: يمكن الاستعانة بمنصات مثل “Language Exchange” للتحدث مع متحدثين أصليين للغة الأجنبية، مما يوفر تدريباً مستمراً وفعالاً للطفل.
في الختام، لم يعد تعليم لغة ثانية للأطفال مجرد رفاهية، بل هو استثمار إدراكي ومعرفي يُعزز من قدراتهم الأساسية ويفتح لهم آفاقاً واسعة للنجاح الأكاديمي والحياة الطويلة.