ترند الكركم للأطفال: هل يضيء حقًا؟

انتشر منذ فترة بسيطة فيديوهات عبر التيك توك يروّج فيها الشباب والمراهقون فكرة استخدام الكركم في الماء ليتوهّج بطريقة سحريّة، وكأنّها استنبطت من القصص الأسطورية للأميرات، ولكن هل تعرف ما وراء توهّج الكركم في الماء؟ وكيف يمكن شرح ذلك لطفلنا الصّغير الذي يتعرّف لأوّل مرّة على هذه الخدعة البصرية؟

فهذا التأثير لا يعود لهالة سحرية، بل هو نتيجة تفاعل كيميائي بصري بسيط:

  1. الكركمين كمؤشر pH:
    يحتوي الكركم على مركّب يُسمّى كركمين، يعمل كمؤشّر للأس الهيدروجيني pH، فعند إضافة مواد حمضية مثل عصير الليمون، يتغيّر ترتيبه الجزيئي، ممّا يؤدي إلى تغيّر لون الماء فجأة إلى أصفر فاتح يميل إلى الأخضر ⁠— وكأنّ الماء “ينهض” من سباته! 

  2. الضوء فوق البنفسجي (UV) والتألق:
    إذا تمت تجربة السائل تحت ضوء UV (مثل مصباح النافذة السوداء) أو مصباح الهاتف، قد تلمع بعض جزيئات الكركمين، فالالكترونات تمتص طاقة وتعيد إصدارها كلون أخضر-أصفر براق، وهذا لا يُرى تحت الإضاءة العادية مادام لا يوجد UV قوي ⁠— لكنّه يحدث مع تواجد مصدر UV مناسب.

كيف أُواكب هذا الترند على التيك توك؟

  • يصور المستخدمون لحظة تغيير لون الماء فجأة عند إضافة عصير الليمون أو الخل، تجعل المشهد يبدو سحريًا.

  • تُستخدم مؤثّرات إضاءة درامية أو خلفيات مظلمة لتكثيف الانطباع البصري.

  • وبهذه الطريقة تولّد مشهدًا يجذب الكثير من المشاهدين ويُشعل الفضول.

وللتوضيح فإنّ استخدام الكركم وعصير الليمون آمنان عمومًا بشرط نظافة الأدوات والاعتدال في الكميات، ولكن يجب الاشارة الى أنّ الفيديوهات غالبًا تُصوّر تحت إضاءة خاصة أو بتأثيرات تصوير، وليست دائمًا ما تراه العين البشرية مباشرة، ولكن لا يوجد أي تفاعل كيميائي خطير، فقط تغيّر في اللون بسبب تغيّر pH، وأحيانا تألق تحت UV.

ولذلك يجب على الأولياء غفهام الطفل الصغير أنّ ترند “ماء الكركم المتوهج” ليس سحرًا، بل هو تفاعل كيميائي بسيط: تغيّر لون بسبب اختلاف الحموضة، ويمكن أن يتوهّج خفيا تحت إضاءة UV بسبب خاصية التلألؤ للكركمين. تجربة ممتعة وآمنة يمكن إعادة صنعها في المنزل مع فهم بسيط للعلم وراءها .

Relatetd Post

Leave A Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *