تحذير من خبراء الغذاء: هذه الأطعمة تزداد خطورتها عند غسلها!

في مفارقة صادمة لعادات الطهي الشائعة، حذرت كبرى الهيئات العالمية لسلامة الأغذية من أن غسل بعض الأطعمة الشائعة بالماء لا يجعلها أكثر أماناً، بل يزيد من خطر التسمم الغذائي. ويُركز التحذير، المستند إلى أبحاث علمية، على ظاهرة “التلوث المتبادل” كسبب رئيسي لانتشار البكتيريا في المطبخ.

وينصح خبراء التغذية وسلامة الغذاء بوقف غسل ثلاثة أصناف رئيسية قبل الطهي، مؤكدين أن الحرارة هي الوسيلة الوحيدة الفعالة للتعقيم:

1. الدواجن واللحوم النيئة: 

التحذير الأول والأهم يوجه ضد غسل الدجاج واللحوم الحمراء والأسماك النيئة.فهذه اللحوم تحتوي على بكتيريا خطيرة مثل السالمونيلا والعطيفة. عند شطفها تحت صنبور الماء، تتطاير البكتيريا مع الرذاذ المائي وتنتشر على الأسطح المحيطة، الأدوات، وحتى الأطعمة الأخرى، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالتسمم الغذائي.

لهذا تؤكد وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) أن الطهي الجيد هو الضمانة الوحيدة، حيث تقضي درجة الحرارة العالية فوق 74 درجة على هذه الجراثيم بفاعلية تامة. كما يجب تجفيف اللحم بمنشفة ورقية نظيفة بدلاً من غسله.

2. البيض: 

يعمد البعض إلى غسل قشرة البيض خوفاً من الأوساخ. لكن هذا الإجراء قد يفتح الباب أمام التلوث الداخلي. فهذه الأخيرة  تغطي طبقة طبيعية واقية (الطلاء الواقي) تمنع البكتيريا من الدخول عبر مسام القشرة. فغسل البيض بالماء يزيل هذا الدرع الواقي، وقد يدفع بالبكتيريا الموجودة على القشرة (كالسالمونيلا) إلى داخل البيضة. فالحل الآمن يكمن في  الاعتماد على الطهي الجيد الذي يعتبرأفضل طريقة لضمان سلامة البيض.

3. الفطر (المشروم): 

لا يتعلق الخطر هنا بالبكتيريا بالقدر الذي يتعلق بجودة الطعام. فغسل هذا الأحير ونقعه يجعله يفقد قوامه الهش ونكهته، ويجعل عملية الطهي أشبه بـ”السلق” بدلاً من “التحمير”، مما يضر بالنتيجة النهائية للطبق. لذا  ينصح الخبراء بمسح الفطر برفق بقطعة قماش أو منشفة ورقية رطبة لإزالة أي أوساخ سطحية.

في المحصلة، تقدم هذه الأبحاث العلمية قاعدة واضحة لسلامة الأغذية: أن المعالجة الحرارية هي آلية الدفاع الأقوى ضد مسببات الأمراض المنقولة بالغذاء. إن التمسك بعادة غسل الأطعمة التي تزيد من مخاطر التلوث المتبادل — خاصة فيما يتعلق بالدواجن النيئة والبيض — يتعارض بشكل مباشر مع جهود مكافحة الأمراض كالسالمونيلا والعطيفة.

هذه النتائج تدعونا كأفراد إلى تجاوز الممارسات الموروثة وتبني تقنيات طهي ومعالجة تستند إلى المنهج العلمي، حيث يتم التركيز على نظافة الأسطح وفصل الأطعمة النيئة عن المطبوخة. إن فهمنا لكيفية عمل البكتيريا وانتشارها هو خطوتنا الأولى نحو مطبخ أكثر أماناً وصحة.

يبقى السؤال: هل سنواصل الاعتماد على العادة، أم أننا سنسمح للعلم بتوجيه طريقة إعدادنا للطعام؟

Relatetd Post

Leave A Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *