امتحانات الفصل الأول ترفع منسوب التوتر لدى الأسر الجزائرية

مع انطلاق امتحانات الفصل الأول عبر مختلف المؤسسات التربوية، لم يقتصر سباق النجاح على قاعات الأقسام، بل انتقل ليصبح ماراثوناً حقيقياً داخل البيوت، حيث دخلت آلاف العائلات في جهود مضنية لضمان الظروف المثالية لأبنائها. القلق الذي اعتاد التلاميذ على الشعور به، امتد هذه المرة ليطال الأولياء الذين يعيشون أجواءً مشحونة لا تقل توتراً عن أجواء أبنائهم.

فقد كشفت شهادات الأمهات عن حجم التحديات التي يواجهنها في هذه الفترة. فـحنان، وهي أم لتلميذة في السنة الثالثة ابتدائي بالعاصمة، وصفت شعورها بأن الامتحان “يخصها شخصياً”، مؤكدة أنها بدأت المراجعة مبكراً، وتولي اهتماماً خاصاً بـالتغذية الصحية لما لها من دور في تعزيز التركيز والطاقة خلال الاختبارات.

أما مريم، والدة تلميذة في السنة الرابعة متوسط، فقد واجهت صعوبة أكبر بسبب الزيارات العائلية المتكررة، ما دفعها لاتخاذ قرار إرسال ابنتها إلى منزل والديها قبل أيام من الامتحانات. هذا القرار، بحسب مريم، كان ضرورة لـ”توفير الهدوء وضمان استمرار التركيز حتى آخر لحظة”.

كما أن الأمهات العاملات يواجهن تحديات جمة، حيث أكدت إحداهن اضطرارها لـالسهر والاستيقاظ المبكر للمساعدة في مراجعة الدروس وتحضير الوجبات، معتبرة أن هذا الدعم الأسري هو “جزء أساسي من نجاح الطفل”.

أما بالنسبة للجانب النفسي، أكد مختصون أن انطلاق الإمتحانات يرفع بشكل طبيعي من مستوى القلق لدى التلاميذ، خاصة إذا غاب عنهم الدعم النفسي أو التنظيم الجيد للوقت. وأشاروا إلى أن امتحانات الفصل الأول هي محطة تقييم مهمة، لكنها تتحول إلى مصدر ضغط إذا لم يحسن التلميذ إدارة وقته ومشاعره.

وقدم المختصون سلسلة من النصائح الهامة لضمان أفضل أداء:

-تجنب السهر: شدد الخبراء على أن النوم الكافي ضروري، محذرين من السهر الذي “يُضعف الذاكرة ويزيد من التوتر”.

-تقسيم المراجعة: يُنصح بتقسيم الدروس إلى أجزاء صغيرة وحل نماذج الامتحانات السابقة، وهي طرق تزيد من الثقة بالنفس وتقلل من رهبة الامتحان.

-الاستراحة المنتظمة: يدعو المتخصصون إلى اتباع جدول مراجعة يوازن بين الجهد والراحة، ويفضلون أخذ استراحة قصيرة كل ساعة تقريباً لاستعادة التركيز.

كما نصحوا التلاميذ في يوم الامتحان بـ”الاستيقاظ مبكراً، تناول فطور خفيف، وقراءة الأسئلة بهدوء قبل الشروع في الإجابة”.

وفي الختام، يخلص المراقبون إلى أن النجاح في هذه المحطات الدراسية لا يتوقف فقط على كمية الدروس المحفوظة، بل يعتمد بالدرجة الأولى على التوازن النفسي للتلميذ، ووجود بيئة أسرية هادئة تمنحه الثقة الكافية لمواجهة التحدي.

Relatetd Post

Leave A Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *