إذا كنت تخبر ChatGPT بهذه الـ 10 أشياء، فأنت تُدمر أمنك الشخصي

قد يعتقد المستخدمون أن مشاركة مشاعرهم ومشاكلهم الشخصية مع روبوتات الدردشة، مثل “شات جي بي تي”، يتم في مكان آمن وخاص. لكن هذا الافتراض خاطئ؛ حيث إن ما يتم إدخاله قد يُخزَّن، يُحلَّل، وربما يطلع عليه آخرون. يحذر خبير الذكاء الاصطناعي مايك وولدريدج من أن البوح بأمور شخصية حساسة، مثل شكاوى العمل أو الآراء السياسية، يمكن أن تكون له عواقب غير مرغوبة. هذا ليس فقط لأن التقنية تميل إلى “إخبارك بما تُريد سماعه” بدلاً من تقديم رد متوازن، بل لأن البيانات المُكشوفة تُستخدم لتدريب الإصدارات المستقبلية من الذكاء الاصطناعي، مما يجعلها جزءًا من قاعدة بيانات أوسع.

فالمخاطر تتجاوز مسألة التدريب الداخلي؛ إذ اكتشفت شركة Fast Company أن ما يقرب من 4500 محادثة قد انكشفت للعلن بعد إدخال أجزاء من روابط المشاركة في شريط بحث غوغل. احتوت هذه السجلات على معلومات حساسة لم يكن المستخدمون ليفكروا في نشرها علنًا على الإنترنت. ورغم أن نتائج البحث لم تكشف عن هويات المستخدمين الكاملة، إلا أن العديد من السجلات تضمنت أسماءهم ومواقعهم وتفاصيل أخرى ضمن المحادثات المسجلة. وقد كشفت بعض سجلات الدردشة أن الأشخاص يناقشون قضايا شخصية عميقة وحساسة، بما في ذلك القلق، والإدمان، والإساءة، مما يبرز الحاجة الماسة لتوخي الحذر.

فللحفاظ على أمانك، يجب تجنب مشاركة أنواع معينة من البيانات بشكل قاطع. وتشمل هذه المعلومات الشخصية (مثل الاسم الكامل، العنوان، رقم الهاتف، أو البريد الإلكتروني)، والمعلومات المالية (كأرقام الحسابات البنكية وتفاصيل بطاقات الائتمان)، وذلك لخطر استغلالها من قبل المتسللين. وبالمثل، يُعد إدخال كلمات المرور وبيانات اعتماد تسجيل الدخول خطأً فادحًا، حيث لا يمكن للذكاء الاصطناعي حمايتها بشكل آمن، ويُنصح باستخدام مدير كلمات مرور بدلاً من ذلك.

كما تتمتد قائمة التحذيرات لتشمل بيانات العمل أو الأسرار التجارية، مثل التقارير الداخلية أو استراتيجيات الشركة، لأن مشاركتها قد تخالف اتفاقيات عدم الإفصاح أو سياسات الشركة. ويجب تجنب مشاركة السجلات الطبية والبيانات الصحية الشخصية (التشخيص أو الوصفات الطبية)، لأن الذكاء الاصطناعي ليس طبيبًا مرخصًا، ويجب الاكتفاء بالأسئلة الصحية العامة. الأمر ذاته ينطبق على المسائل القانونية وتفاصيل القضايا؛ فروبوتات الدردشة ليست بديلاً للمحامين المؤهلين.

لذا ينبغي الحذر الشديد عند مشاركة القصص الشخصية الحساسة، مثل التجارب المؤلمة أو تفاصيل الحياة الزوجية، لأن هذه الثغرات العاطفية قد يُساء استخدامها إذا تم الوصول إلى البيانات، ويُنصح بالاستعانة بأصدقاء أو معالجين نفسيين موثوق بهم للدعم المعنوي.

وأخيراً، يجب عدم مشاركة بطاقات الهوية والوثائق الحكومية (أرقام جوازات السفر أو رخص القيادة) لتجنب خطر سرقة الهوية، ويجب الامتناع عن مشاركة المحادثات الخاصة أو معلومات الطرف الثالث دون موافقة صريحة منهم، حفاظاً على حدود الخصوصية والثقة.

القاعدة الذهبية بسيطة: إذا كنت لا تشارك شيئًا ما علنًا على وسائل التواصل الاجتماعي، فلا تشاركه مع الذكاء الاصطناعي؛ تعامل مع روبوتات الدردشة كأدوات عامة، وليست مذكرات شخصية.