يُعدّ نسب النبي محمّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أطهر الأنساب وأشرفها، فقد اصطفاه الله تعالى ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين ولذلك يُلقّب بالمصطفى.
اسمه الشريف هو: محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وينتمي إلى قبيلة قريش، وهي من أشهر قبائل مكّة المكرمة، وكان أجداده معروفين بالكرم، والشجاعة، وخدمة الحجيج.
ويعود نسب النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى النبي إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، مما يبيّن أن رسالته جاءت امتدادًا لسلسلة من الأنبياء، الذين حملوا نور الهداية إلى الناس.
هذا النّسب الشريف لم يكن مجرّد أسماء متسلسلة، بل هو رمز لعائلة عُرفت بالطهر والفضائل، حتى جاء منها خير الأنام، سيّدنا محمّدصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الذي بعثه الله رحمة للعالمين.
فهل تعلم انّ:
عبد المطلب جدّ النبي محمّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المباشر من جهة الأب، هو شيبة بن هاشم، وسُمّي شيبة لأن الشيب ظهر في شعر رأسه وهو صغير السنّ، وكان في المدينة المنوّرة (يثرب) عند أخواله من بني النجار، لما بلغ سنًّا معيّنة، أخذه عمّه المطلب بن عبد مناف من يثرب إلى مكّة. ولما دخل به مكّة، كان راكبًا خلفه على الدابة، فقال الناس: هذا عبد المطلب (أي العبد الذي جاء به المطلب)، فغلب عليه هذا اللقب واشتهر به حتى صار اسمه المعروف: عبد المطلب.
إذن:
اسمه الحقيقي: شيبة الحمد.
لقبه المشهور: عبد المطلب.
جدّ النبي محمّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأكبر اسمه الحقيقي هو عمرو بن عبد مناف. لكن لُقِّب بـ هاشم لأنه كان يَهْشِم (أي يفتت ويكسر) الخبز ويخلطه باللحم والمرق ليصنع طعامًا اسمه الثريد، وكان يقدّمه للحجاج والفقراء في مكّة وهو اوّل من سنّ الرحلتين لقريس، رحلة الشتاء والصيف.
ومن كثرة كرمه وجوده، صار الناس ينادونه بـ هاشم، حتى غلب اللقب على اسمه الأصلي، وقد توفّي بغزة من أرض فلسطين.
🔹 إذن:
اسمه: عمرو بن عبد مناف.
لقبه: هاشم (من الهَشْم = التكسير).
السبب: كرمه وإطعامه للحجاج والضعفاء وهو أول من أطعم الثريد للحجاج في مكة.
أبو النبيّ محمّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو: عبد الله بن عبد المطلب وأمّه آمنة بنت وهب.
وكان من أشرف شباب قريش وأحسنهم خُلقًا وسمعة، تزوّج من السيّدة آمنة بنت وهب، سيّدة بني زهرة، لكن القدر شاء أن يتوفى عبد الله والنبي ﷺ ما يزال جنينًا في بطن أمّه، فلم ير أباه قط. ولذلك وُلِد النبي يتيم الأب.
وللاشارة فالنّسب الكامل لسيّدنا محمّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى عدنان، كما ذكره أهل السيرة هو:
محمّد بن عبد الله، بن عبد المطلب (شيبة)، بن هاشم (عمرو)، بن عبد مناف (المغيرة)، بن قصي (زيد)، بن كلاب، بن مرّة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر (قريش)، بن مالك، بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة (عامر)، بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن معدّ، بن عدنان.
ويُجمع أهل العلم أن نسب النبي ﷺ متفق عليه وثابت إلى عدنان، وهو من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وما فوق عدنان مختلف فيه، لكن المتفق عليه أن عدنان من ذرية إسماعيل.
أمّا السيّدة آمنة بنت وهب – والدة النبيّ محمّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – هي أيضًا من نسب شريف وعريق في قريش وهو:
آمنة بنت وهب، بن عبد مناف، بن زهرة، بن كلاب، بن مُرّة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر (قريش)، بن مالك، بن النضر، بن كنانة.
وبهذا، يلتقي نسبها مع نسب النبي ﷺ في الجدّ كلاب بن مُرّة، فهي من قبيلة بني زهرة، إحدى القبائل الكبيرة والمشرفة في قريش.